عاشوراء بين اليهود و الشيعة و جمهور الأمة
ـ مدخل :
عاشوراء أو العاشر من محرم أو العاشر من
أول شهر في السنة , مناسبة دينية اشترك في احيائها اليهود و عرب الجاهلية و
المسلمون، و رغم اختلافهم في بعض الجزئيات الا ان جمهورهم اتفقوا على مشروعية احياء
هذا اليوم بعبادة الصيام ، و سوف نستعرض من خلال هذا المقال بعض الحقائق عن يوم
عاشوراء و الاحكام المتعلقة به لدى اليهود و عرب الجاهلية ثم لدى الشيعة و جمهور
الأمة الاسلامية و ذلك من خلال الاجابة على الاسئلة التالية :
·
هل
عاشوراء اليهود يوافق العاشر من محرم ؟ و هل عاشوراء اليهود هو يوم كبور ـ عيد
الغفران ـ او عيد الفصح ؟
·
ما هو
اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام حسب المصادر اليهودية ؟ و هل هناك خلاف
في تحديد هذا اليوم بين المسلمين و اليهود ؟
·
ما هو
موقف عرب الجاهلية من صيام عاشوراء ؟
·
هل
عاشوراء عند الشيعة له أي ارتباط بنجاة موسى عليه السلام ؟ ما هو موقف الشيعة من
صوم عاشوراء قبل مقتل الحسين رضي الله عنه عام 61 هجري و بعد مقتله ؟ ما مصدر
الطقوس التي يمارسها الشيعة في هذا اليوم ؟
·
ما موقف
جمهور الامة من صوم يوم عاشوراء ؟
·
كيف نجمع
بين دخول النبي صلى الله عليه و سلم المدينة في 8/ربيع الاول / 1 هجري ، و بين
الروايات التي افادت ان دخوله المدينة صادف صيام اليهود عاشوراء فصامه و أمر الناس
بصيامه؟
ـ تعريف عاشوراء :
اسم
علم مؤنث عربي ، وهو اسم ممدود ، اسم لليوم العاشر و هي كلمة عربية غير معربة على
الأصح ، و يغلب استخدامه عند المسلمين لليوم العاشر من شهر محرم . ( قاموس معاني
الاسماء )
ـ
قال النووي رحمه اللَّه : " عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان ، هذا هو المشهور
في كتب اللغة، قال أصحابنا هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه،
وبه قال جمهور العلماء... وهو ظاهر الأحاديث، ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند
أهل اللغة" اهـ. المجموع (6/383).
ـ جاء في معجم اللغة العربية (عشوراء : هو اليوم العاشر من شهر المحرم ) .
ـ جاء في معجم اللغة العربية (عشوراء : هو اليوم العاشر من شهر المحرم ) .
ـ
" وقد قيل إن عاشوراء عبرانيّ معرّب،
يعني عاشور، وهو العاشر من تشري اليهود الذي صومه صوم (الكيبور)‘ وأنه إعتُبِرَ في
شهور العرب فجُعِل في اليوم العاشر من أول شهورهم، كما هو العاشر من أول شهور
اليهود"( الآثار الباقية للبيروني ) .
ـ جمهور أهل اللغة و الفقهاء يتفقون على
ان عاشوراء هو العاشر من محرم ، الا ان حديث عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه يوسع
معنى عاشوراء فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا:
هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق
بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" . أخرجه
البخاري و مسلم و ابود داود و ابن ماجه و البيهقي .
و بما ان دخول النبي صلى الله عليه و سلم للمدينة
ـ بناء على تحقيق علماء الفلك كما سيتم بيانه ـ كان في 8/ربيع الاول / 1 هجري ، و بما ان النبي صلى
الله عليه و سلم قد أقر بتسمية ذلك اليوم بيوم عاشوراء فيظهر ان يوم عاشوراء هو
اليوم العاشر من أول شهور السنة و هذا التعريف يحل جملة اشكالات سيتم التطرق
اليها لاحقا و يتفق مع ما قاله البيروني في كتابه الاثار الباقية .
ـ عاشوراء عند اليهود :
ـ بناء على التعريف الذي قررنا من كون يوم
عاشوراء هو اليوم العاشر من اول شهور السنة يمكننا الاجابة على الاسئلة التالية :
1ـ
هل عاشوراء اليهود يوافق العاشر من محرم ؟
2ـ هل عاشوراء اليهود هو يوم كبور ـ عيد
الغفران ـ او عيد الفصح ؟
ـ أولا : الأشهر عند اليهود :
قبل الاجابة على السؤالين اعلاه لا بعد
لنا من معرفة حساب الاشهر عند اليهود و هل يعتمدون التقويم الشمسي ( الميلادي ) أم
القمري الهجري ، و بما ان الديانة
اليهودية سابقة على الديانة المسيحية و على الاسلام فنستبعد اعتمادها ميلاد المسيح
أو هجرة المصطفى كنقطة بداية للتأريخ و لكن هل تعتمد على الحساب الشمسي ام القمري
هذا ما سنعرفه من خلال الفقرات التالية :
·
اليهود لايستخدمون التقويم الهجري ولا الميلادي بل هناك تقويم
خاص بهم و كل الشعائر الدينية في اليهودية
والأعياد والصلوات والإحتفالات تسير حسب التقويم اليهودي وترتبط به بحيث لا يمكن
ممارستها ولافهم مغزاها إلا في سياقه .
·
يستهلّ تقويم اليهود من نقطة بداية أسطورية وهي بدء الخليقة في
العام 3760 قبل الميلاد حسب بعض نصوص الكتاب المقدّس .
·
والشهور اليهودية تُحسَب على دورة القمر، أما حساب السنين
فيتبع دورة الشمس أي أن تقويم اليهود قمري وشمسي .
·
السنة اليهودية تتوافق في الجملة مع السنة الميلادية وتتكوّن
السنة اليهودية من 12 شهرا وحتى يتطابق الحسابان، الحساب القمري للشهور والحساب
الشمسي للسنين يجمع اليهود الفرق بينهما في شهر زائد ( أي نسيء ) يتم إضافته إلى
التقويم كل 3 سنوات فتكون السنة الكبيسة اليهودية( 13 شهراً) كل ثلاث سنوات .
· هناك عدة بدايات للسنة اليهودية :
أـ
السنة الدينية تبدأ في شهر نيسان (أبريل) مع الربيع لتوافق خروج موسى من مصر في
الفترة التي يقع فيها عيد الفصح .
ب
ـ أما حسب النظام المدني فإن السنة تبدأ بشهر تشري (أكتوبر ) على النحو
التالي:
1.
تِشري 30 يوماً.. ويوافق سبتمبر / أكتوبر
2.
حِشوان 29 أو 30 يوماً .. ويوافق آخر أكتوبر – نوفمبر
3.
كِسلو 29 أو 30 يوماً .. ويوافق آخر نوفمبر – ديسمبر
4.
طِبِت 29 يوماً .. ويوافق آخر ديسمبر – يناير
5.
شباط 30 يوماً .. ويوافق آخر يناير – فبراير
6.
آذار 29 يوماً .. ويوافق آخر فبراير – مارس
7.
نيسان 30 يوماً .. ويوافق آخر مارس – إبريل
8.
أيار 29 يوماً .. ويوافق آخر إبريل – مايو
9.
سِيوان 30 يوماً .. ويوافق آخر مايو – يونيو
10.
تمّوز 29 يوماً .. ويوافق آخر يونيو – يوليو
11.
آب 30 يوماً .. ويوافق آخر يوليو – أغسطس
12.
أيلول 29 يوماً .. ويوافق آخر أغسطس – سبتمبر
13.
وفي السنة الكبيسة يضاف شهر يسمَّى آذار الثاني بين آذار
ونيسان .. وهنا يُحسَب آذار الأول 30 يوما وآذار الثاني 29 يوماً
..
ـ
بعد هذا التوضيح نعود لسؤالنا من جديد هل عاشوراء اليهود يوافق العاشر من محرم؟
يبدوا الآن و بكل وضوح ان يوم عاشوراء لدى اليهود يختلف عن يوم عاشوراء لدى
المسلمين و لا يوافق العاشر من محرم ـ في الأعم الأغلب ـ و ذلك للاختلاف الجوهري
في حساب الايام و الشهور و في بداية التأريخ للأحداث ، الا ان هذه الاجابة تولد
مزيدا من الأسئلة ، فما هو اليوم الذي كانت تصومه اليهود عندما دخل النبي صلى الله
عليه و سلم المدينة ؟ و هل هو فعلا اليوم الذي كان نجى الله فيه موسى عليه السلام
و من معه من بطش فرعون فصامه موسى شكرا ؟ .
ـ ثانيا : ما هو اليوم الذي دخل النبي صلى الله عليه و سلم المدينة و هل يوافق عاشوراء ؟:
عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما
هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه،
فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" . سبق تخريجه
ـ
اتفق أشهر الفلكيين المعاصرين و هما محمود باشا الفلكي ( 1815 ـ 1885) في كتابه
" نتائج الإفهام في تقويم العرب قبل الإسلام وفي تحقيق مولد النبي وعمره عليه
الصلاة والسلام" و الفلكي الكويتي صالح العجيري على ان النبي صلى الله عليه و
سلم دخل المدينة المنورة يوم الإثنين 8 ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة ، و
الذي يصادف 20 سبتمبر عام 622 للميلاد ، و يوافق 10 تشري من عام 4383
للخليقة حسب التقويم اليهودي ، فدخول النبي صلى الله عليه و سلم المدينة المنورة
يوافق عاشوراء اليهود و هو العاشر من شهر تشري اول الاشهر المدنية حسب التقويم
اليهودي .
يقول محمود باشا : ( دخل النبي المدينة في يوم الإثنين 8 ربيع
الأول من السنة الأولى للهجرة ، الموافق 20 سبتمبر عام 622 للميلاد ، والموافق
10 تشري من عام 4383 للخليقة حسب التقويم اليهودي ) .
أما
الفلكي الكويتي صالح العجيري المولود و بعد عمليات حسابية دقيقة و تحقيقات قيّمة
قال ( بالحساب الفلكي الموثوق، فإن هجرة المصطفى سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه
وسلم، كانت يوم الاثنين 8 ربيع الأول سنة 1 هجرية المصادف 20 سبتمبر سنة 622
ميلادية، ويوافق ذلك 10 شهر تشري سنة 4383 عبرية ...)
ـ ثالثا :صيام عاشوراء عند اليهود و علاقته بنجاة موسى عليه السلام :
ـ
لا يربط اليهود بين صيام يوم كيبور أو يوم
الغفران بنجاة موسى عليه السلام و من معه من فرعون و انما يربطونه بمناسبة أخرى و هي
توبة الله عز وجل فيه على بني اسرائيل من عبادة العجل الذهبي ، لذا يسمونه يوم
التوبة و الغفران او يوم الطهارة .
كما
ان يوم الصوم الوحيد الذي ورد في اسفار موسى عليه السلام هو يوم كيبور و هو اليوم
العاشر من شهر تشري أول الاشهر المدنية حسب التقويم اليهودي ، و يسمى يوم الغفران
و يزعم اليهود ان هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذي يجب صيامه اما غيره فيصام نافلة .
ـ يقول د. عبدالوهاب المسيري في شرح تفاصيل يوم كيبور أو عاشوراء اليهود: ( أهم أيام الصيام هو صوم يوم الغفران في
العاشر من تشري ، وهو الصوم الوحيد الذي ورد في أسفار موسى الخمسة حيث جاء فيها
''وتذللون أنفسكم'' ( سفر اللاويين 23/27) ، فأخذت هذه العبارة على أنها إشارة إلى
الصوم ، ويوم الغفران هو ترجمة للاسم العبري ''يوم كيبور''• وكلمة ''كيبور'' من
أصل بابلي ومعناها ''يطهر'' ، والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي ''يوم الكفارة''•ويوم الغفران كما أسلفنا هو يوم صوم،
ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد، فهو أهم الأيام المقدَّسة عند اليهود على الإطلاق
وحيث إنه يقع في العاشر من تشري .... وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو
اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة ، حيث أعلن
أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي، فهو لذلك يوم عيد وفرح ومع هذا أضاف التراث الحاخامي جانب الحزن والندم
والحداد ) . موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية
للدكتور عبدالوهاب المسيري .
اما اليوم الذي نجى الله فيه موسى من بطش فرعون حسب زعم اليهود
فهو اليوم الثامن من ايام عيد الفصح و يصادف 21 من شهر نيسان و هو أول الشهور
الدينية عند اليهود .
يقول
الدكتور علي وافي ( وأما اليوم الذي يحتفلون فيه بذكرى نجاة موسى وبني إسرائيل
وخروجهم من مصر وغرق فرعون وجنده فهو اليوم الثامن والأخير من أيام احتفالهم بعيد
الفصح Pesakh فِصَحْ
أي الفسح أو الخروج أو المرور ويسميه الفرنجة باك، ويجيء في الحادي والعشرين من
شهر نيسان وهو أول الشهور في سنتهم الدينية "يجيء عيد الفصح عندهم في اليوم
الرابع عشر من شهر نيسان ويمتد احتفالهم به سبعة أيام بعد يوم العيد نفسه فينتهي
احتفالهم به في اليوم الحادي والعشرين من شهر نيسان وهو اليوم الذي تذكر التوراة
أن الله أغرق فيه فرعون وجنده ونجا موسى وبني إسرائيل ويسر لهم الخروج من
مصر" وعيد الفصح والأيام السبعة التالية له ليست أيام صيام عندهم بل هي أيام
توسعة في المأكل والمشرب فعند غروب الشمس من يوم عيد الفصح تذبح كل أسرة يهودية
خروفا بلون واحد لا شية فيه وتلطخ جدران المنزل بدمه ويأكل أفرادها منه في أثناء
الليل مع خبز بدون خميرة ويمتد أكل هذا الخبز سبعة أيام بعد عيد الفصح. (انظر
فقرات 5 ـ 9 من إصحاح 23 من سفر اللاويين وقد اقتصر هذا السفر على أكل الخبز
المذكور مدة سبعة أيام تبدأ من اليوم الخامس عشر مع تقديم ضحايا محرقة (تحرق في
المذبح) للرب في هذه الأيام. ويطهر أن ذبح خروف ليلة الخامس عشر وتلطيخ جدران
المنزل بدمه وأكل أفراد الأسرة منه هي طقوس زادها أحبار اليهود و فقهاؤهم على ما
ورد في سفر اللاويين) من
مقال منشور في الانترنت للدكتور علي وافي .
ـ رابعا : يوم نجاة موسى عليه السلام في المصادر الاسلامية :
1.
عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما
هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه،
فقال: أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه" . سبق تخريجه
2.
عن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه عنه قال: "كان يوم
عاشوراء يوماً تعظّمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم : "صوموه أنتم" . رواه مسلم
3.
وفي رواية لمسلم: " كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء،
يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم : فصوموه أنتم". أخرجه البخاري (4/244) (ح2005) ، ومسلم
(1131).
ـ
من خلال النصوص السابقة يظهر ان اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام هو
اليوم العاشر من شهر الله المحرم حسب التقويم القمري و حسب عدة الشهور الاثنى عشر
شهرا عند الله ـ دون كبائس المعمول بها في التقويم اليهودي ـ، و هذا الحدث العظيم
و هو نجاة موسى عليه السلام وافق اليوم العاشر من شهر تشري حسب التقويم اليهودي و الله اعلم .
ـ خامسا : ضبط المواقيت :
لقد
حرصت الشريعة الإسلامية على وضع الأسس الثابتة و الصحيحة لضبط الزمن و المواقيت فقال
تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ
لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... ) البقرة (189) ،
كما حذرت الشريعة الاسلامية من خطورة التلاعب بالأشهر و الأعوام تقديما و تأخيرا أو زيادة و نقصانا و اعتبر الشارع
سبحانه هذا التلاعب الذي كان يمارسه أهل الجاهلية و أشباههم من كبائر الذنوب و من الزيادة
و الإيغال في الكفر فقال تعالى ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا
فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ
حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ ۚ
فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ
أَنفُسَكُمْ ۚ
وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا
يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً
ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ مَعَ
الْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي
الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ
بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ
عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ
اللَّهُ ۚ زُيِّنَ
لَهُمْ سُوءُ
أَعْمَالِهِمْ ۗ
وَاللَّهُ لَا
يَهْدِي الْقَوْمَ
الْكَافِرِينَ ) التوبة (36) و (37).
و
بين النبي صلى الله عليه و سلم في خطبة الوداع ان الزمن قد استدار و ان ترتيب
الاعوام و الشهور و الايام عادت كهيئتها الأولى يوم خلق الله السموات و الأرض روى
البخاري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ
اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ.
السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاثٌ
مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ
مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ"
رواه البخاري.
ـ خلاصة : من خلال ما تقدم يظهر الاتي :
1.
لم يشترك المسلمون و اليهود في صوم يوم واحد و لكن اتفقوا في
مشروعية صيام اليوم العاشر من الشهر الأول من السنة .
2.
تتفق المصادر الاسلامية على ان يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى
الله فيه موسى عليه السلام من الغرق .
3.
تتفق المصادر الاسلامية ان يهود المدينة ـ في ذلك الوقت ـ
كانوا يصمون اليوم العاشر من شهر تشري احتفاء بنجاة موسى عليه السلام و من معه من
الغرق مع ملاحظة أن الروايات التي نقلت اعتقاد يهود المدينة احاديث ثابتة صحيحة
نقلت نقلا صحيحا وفق معايير دقيقة.
4.
النبي صلى الله عليه و سلم أقر اليهود في سبب صوم يوم نجاة
موسى عليه السلام و من معه الا انه لم يصم ذات اليوم الذي كانت تصومه اليهود ظنا
منها انه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام ، و لكنه صام يوم العاشر من
محرم باعتباره اليوم الصحيح الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام حسب بيان الوحي ، اما بإرشاد الوحي المباشر او
بتقرير الوحي لصحة اجتهاده في تحديد ذلك اليوم ، و مما يؤكد ذلك الاختلاف المنهجي
في حساب الشهور بين اليهود و المسلمين مما يترتب عليه اختلاف في توقيت الاحداث مع
التواريخ .
5.
اقرار النبي على صحة اعتقاد اليهود و متابعتهم فيه لا يكون الا
بوحي مباشر او وحي تقريري على صحه اجتهاده صلى الله عليه و سلم ، فلو كان الامر
مبني على خطأ لدى اليهود لم يكن الوحي ليقر النبي صلى الله عليه و سلم على ذلك
الخطأ كما لم يقره الوحي في امور كثيره منها اسرى بدر و تعامله مع الاعمى و العفو
عن المتخلفين في غزوة تبوك و غير ذلك.
6.
لذا يمكننا القول بأن نجاة موسى عليه السلام كانت في العاشر من
محرم وفق التقويم القمري و وافق ذلك اليوم العاشر من شهر تشري ـ من ذلك العام ـ حسب
التقويم اليهودي .
7. اعتقاد اليهود ان يوم كيبور او
عاشوراء اليهود هو اليوم الذي تاب الله فيه على بني من اسرائيل من عبادة العجل فهو خطأ قد يكون مبني على تحريف في كتبهم ـ التي لم يزل التحريف يطالها
الى هذا اليوم ـ أو خطأ في الحساب ، اما تقديم ما ورد في التوراة او التلمود على
ما ورد في القرآن و ما ثبت عن المصطفى صلى الله عليه و سلم فهو خطأ منهجي ـ حسب تقديري ـ في التعامل مع
المصادر فالقران مهيمن على ما جاء في الكتب السابقة قال تعالى ( وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ...) المائدة
(48) و المهمين يعني أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله ؛
و
حسبنا قوله تعالى (مِّنَ ٱلَّذِينَ
هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ
غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا
لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ
يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء (46).
ـ عاشوراء عند العرب :
1.
عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت " كان يوم عاشوراء تصومه
قريش في الجاهلية، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما
قدم المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه،
ومن شاء تركه" . أخرجه
البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ، ومالك في "الموطأ" ، وأحمد
.
2.
وعن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال: "كان
عاشوراء يصومه أهل الجاهلية، فلما نزل رمضان قال: من شاء صامه، ومن شاء لم
يصمه" . وفي رواية لمسلم: " إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم
عاشوراء، وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صامه، والمسلمون قبل أن يفرض رمضان،
فلما افترض، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : " إن عاشوراء يوم من أيام
الله، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" أخرجه البخاري ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه .
3.
كانت العرب تحج و تعظم البيت اتباعا لما تبقى من أثر ديانة
ابراهيم عليه السلام ، و قد تأثر العرب بأهل الكتاب و قد يكون من جملة ما ورثته
العرب من اهل صيام عاشوراء فكانوا يصومون العاشوراء حسب روايات عائشة رضي الله
عنها و لكن دون بيان السبب و قد لا يصادف اليوم محله لما عرف عن العرب من التلاعب بالأشهر ـ
خصوصا الاشهر الحرم ـ تقديما و تأخيرا حسب نظام النسيء الذي وصفه الله بانه زيادة
في الكفر ، لذا فيصعب تحديد اليوم الذي كانت تصومه قريش .
ـ عاشوراء عند الشيعة :
عاشوراء
عند الشيعة مرتبط بتاريخ 61 هجرية لإرتباط العاشر من محرم من عام 61 هجرية بمقتل الامام الحسين بن علي رضي الله عنه و
طائفة جليلة من أهل بيت النبوة .
ـ
صوم عاشوراء عند الشيعة :
اختلفت
آراء الشيعة الامامية في مشروعية صوم عاشوراء و النصوص الواردة فيه فمنهم من ينكر
جميع الاحاديث الواردة في فضل صوم عاشوراء و يعتبرونها احاديث مفتراه وضعها بنو
أمية ! ، الا ان منهم من يصحح بعض النصوص التي تثبت مشروعية و استحباب صيام
عاشوراء و يقدمها على النصوص الواردة في النهي مثل الامام الخوئي ، و منهم من يفرق
ان كان الصوم على جهة الفرح فيحرم و ان كان على جهة الحزن فيجوز و منهم من يجعل
الصوم بغير معناه الشرعي المتعارف عليه .
الشيعة
في مجملهم مجمعون على ان عاشوراء مرتبط بتاريخ مقتل الامام الحسين ، أي بعد موت
المصطفى صلى الله عليه و سلم بما يقارب الخميسين عامة و نجد كذلك ان هناك طقوس و
شعائر يمارسها الشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء مما يجعلنا نورد بعض الاسئلة المشكلة
:
ـ
ما هو موقف الشيعة من صيام عاشوراء قبل 61 هجرية ؟
ـ
ما هو المستند الشرعي لإحياء هذه الذكرى المأساوية دون غيرها ؟ لماذا لا يتم احياء ذكرى مقتل الامام علي رضي
الله عنه و قد قتل مظلوما ؟ لماذا لا يتم إحياء ذكرى الانبياء و المرسلين الذي
قتلوا ظلما و عدوانا ؟
ـ
الطقوس الواردة في احياء عاشوراء من الذي شرعها ؟
لا يتورع البعض من افتراء الاكاذيب و نسبتها الى
النبي صلى الله عليه و سلم و أهل بيته الكرام لإسباغ الشرعية على تلك الطقوس و على
فرض صحتها فإنها لم تكن معروفة و لا معمول بها قبل عام 61 هجرية فمن اين اتت ؟! و
بما ان الشيعة يؤمنون بعصمة ائمتهم و احقيتهم في التشريع و هو ما يشكل خلاف منهجي
كبير بينهم و بين جمهور الامة الاسلامية فلا نعجب من هذا الطقوس و لا غيرها مما قد
يشرع لاحقا لأي غرض.
ـ
طقوس الشيعة في احياء يوم عاشوراء :
ـ
من الطقوس التي يمارسها الشيعة عموما، والإثني عشرة خصوصا في احياء ذكرى عاشوراء :
1.
زيارة ضريح الإمام الحسين وإضاءة
الشموع وقراءة قصة الامام الحسين والبكاء عند سماعها و اللطم تعبيراً عن حزنهم على الواقعة.
2.
الاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاد
الحسين وأهل بيته ، ويهدف هذا لربطها مع معاناة الحسين والشهادة، والتضحيات التي
قدمها للحفاظ على الإسلام على قيد الحياة ، و هو يشبه الى حد كبير اعتقاد النصارى
في مقتل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام .
3.
توزيع الماء للتذكير بعطش الحسين في صحراء كربلاء واشعال النار
للدلالة على حرارة الصحراء.
4.
يقوم البعض بتمثيل الواقعة وماجرى بها من أحداث أدت إلى
مقتل الإمام الحسين بن علي فيتم حمل السيوف والدروع ، كما يقومون بتمثيل حادثة مقتل
الحسين جماهيريا فيما يعرف بموكب الحسين و هو من الامور التي تؤدي الى اثارة الضغائن و
الاحقاد ضد باقي المسلمين من غير الشيعة .
5.
يقوم البعض بالتطبير أي إسالة الدم من أجسادهم مواساة للحسين
، كما
يقوم البعض بضرب انفسهم بالسلاسل .
· احاديث الشيعة في فضل كربلاء:
قال
جعفر (( إن أرض الكعبة قالت من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل
فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه . فأوحى الله إليها أن كفي وقري ما فضل ما فضلت به
فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر ولولا تربة
كربلاء ما فضلتك و لولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك و لا خلقت البيت الذي به
افتخرت فقري و استقري و كوني ذنباً متواضعاً ذليلاَ مهيناً غير مستنكف و لا مستكبر
لأرض كربلاء و إلا سخت بك و هويت بك في نار جهنم )) كامل الزيارات ص 270 بحار
الأنوار ج101ص109
ـ يبدوا ان ما أحدثه الشيعة من ابداء مظاهر الحزن في يوم
عاشوراء قابلته ردة فعل من مخالفيهم تقوم على الدعوة لإظهار الفرح و التوسعة على
العيال مخالفة للشيعة في اظهار الحزن ، و بهذا ظهرت العديد من الاحاديث المكذوبة
في استحباب إظهار الابتهاج في يوم عاشوراء على سبيل المثال ما نسب الى النبي زورها و
بهتانا ( من
اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام ، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد) حديث مكذوب
، الا ان الفارق بين علماء الامة و علماء الشيعة ان علماء الأمة حرصوا على تكذيب
هذه الاحاديث و اشباهها و بينوا ما فيها من كذب و تدليس و حرموا روايتها ، في
مقابل تواطؤا جماهير علماء الشيعة ـ الا من رحم ربك ـ مع العوام و التشجيع على
الكثير من الطقوس البدعية التي ما انزل الله بها من سلطان مع ضعف الجهود المبذولة
في ارشاد العوام و تنويرهم و انكار ما الفوه من البدع المحدثة في الاحتفاء بيوم
عاشوراء .
ـ عاشوراء عند جمهور الأمة :
1.
عاشوراء
عن جمهور الأمة الاسلامية هو يوم عظيم من
ايام الله نجى الله فيه موسى و بني
اسرائيل من فرعون و جنده فهو يوم انتصار للحق على الباطل و نجاة نبي من انبياء
الله العظام من بطش الفجار و كيد الاشرار :
عن
عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما قال: " قدم رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم
صالح، نجّى اللَّه فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه، فقال: أنا أحق بموسى
منكم فصامه وأمر بصيامه" .
وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" . وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" . أخرجه البخاري ، ومسلم (1130)، وأبو داود ، وابن ماجه .
وفي رواية: " فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه" . وفي رواية أخرى: " فنحن نصومه تعظيماً له" . أخرجه البخاري ، ومسلم (1130)، وأبو داود ، وابن ماجه .
2.
شرع صوم
عاشوراء وجوبا بادئ الأمر ـ و كان ذلك لعام واحد فقط ـ ثم اصبح صيامه استحبابا من
العام الثاني للهجرة بعدما فرض صيام شهر رمضان:
ـ عن سلمة بن الأكوع رضي اللَّه عنه ،
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً من أسلم: "أن أذِّن في الناس:
من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم عاشوراء" .أخرجه البخاري ، ومسلم
، والنسائي .
ـ وعن محمد بن صيفي رضي اللَّه عنه
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: " أمنكم أحد أكل
اليوم، فقالوا: منا من صام، ومنا من لم يصم، قال: فأتموا بقية يومكم، وابعثوا إلى
أهل العَروض فليتموا بقية يومهم". أخرجه النسائي ، وابن ماجه ، وأحمد وابن خزيمة .
ـ
عن الرُّبيع بنت معوِّذ رضي اللَّه عنها قالت: "أرسل رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة : من
كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان مفطراً فليتم بقية يومه، فكنّا بعد ذلك
نصومه، ونصوِّمه صبياننا الصغار، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن،
فإذا بكى أحدهم أعطيناها إياه، حتى يكون الإفطار" .وفي رواية: " فإذا
سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم". أخرجه البخاري و مسلم و أحمد.
هذا الحديث يؤكد ان النبي لم يصم يوم
كيبور الموافق 8/ربيع الاول / 1 هجري و انما صام عشرة محرم و امر الناس بصيامه عام
واحد فقط و مما يدل على قول الربيع بنت
معوذ غداة عاشوراء و الغداة (و هو الوقت ما بين الفجر وطلوع الشمس . والجمع :
غَدَوات) كما جاء في قاموس المعاني و دخول النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن في
هذا الوقت .
3.
بعدما
فرض صوم شهر رمضان المبارك اصبح صوم عاشوراء على الندب لمن اراد مع بقاء فضله :
ـ عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت:
" كان عاشوراء يصام قبل رمضان، فلما نزل رمضان كان من شاء صام، ومن شاء
أفطر". وفي رواية : " كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية،
وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم المدينة صامه،
وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه"
. أخرجه البخاري و مسلم و ابوداود و
الترمذي و مالك في الموطأ .
- عن علقمة بن قيس النخعي، أن
الأشعث بن قيس دخل على عبدالله بن مسعود، وهو يطعم يوم عاشوراء، فقال: يا أبا
عبدالرحمن ، إن اليوم يوم عاشوراء، فقال: "قد كان يُصام قبل أن ينزل رمضان،
فلما نزل رمضان ترك، فإن كنت مفطراً فاطعم" .
وفي رواية لمسلم: " كان يوماً يصومه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان تركه"أخرجه البخاري ومسلم .
- عن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده" . أخرجه مسلم (1128) ،
- وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه قال: " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان، لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله" . أخرجه النسائي في " السنن الكبرى" ، وأحمد .
وفي رواية لمسلم: " كان يوماً يصومه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان تركه"أخرجه البخاري ومسلم .
- عن جابر بن سمرة رضي اللَّه عنه قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بصيام يوم عاشوراء، ويحثنا عليه، ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده" . أخرجه مسلم (1128) ،
- وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي اللَّه عنه قال: " أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نصوم عاشوراء قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان، لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله" . أخرجه النسائي في " السنن الكبرى" ، وأحمد .
4.
بين
المصطفى صلى الله عليه و سلم ان صيام يوم عاشوراء كفارة لعام ماضي و ذهب الفقهاء
الى انه كفارة للصغائر دون الكبائر :
عن
أبي قتادة رضي اللَّه عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم
عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السنة التي قبله" . أخرجه مسلم ،
وأبو داود ، والترمذي .
5.
صوم عاشوراء
عند جمهور الامة لا علاقه له بمقتل الامام الحسين لا فرحا و لا حزنا و انما شرع
قبل مولد الامام الحسين بما يقارب الخمسين عاما و عندما نصومه فانما نصومه امتثالا
لأمر الله عز وجل :
عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن
عباس رضي اللَّه عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: " ما علمت أن رسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا
شهراً إلا هذا الشهر - يعني رمضان -" . وفي لفظ: " ما رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم: يوم
عاشوراء..". أخرجه
البخاري و مسلم و النسائي و أحمد .
6.
موافقة
اليهود في بعض الشرائع لا يعني اتباع لهم و لكن يعني اتباع لما شرعه الاسلام لنا و
شرع من قبلنا شرع لنا اذا جاء في شرعنا ما يؤيده:
ـ وعن أبي موسى الأشعري رضي
اللَّه عنه قال: "كان يوم عاشوراء يوماً تعظّمه اليهود، وتتخذه عيداً، فقال
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "صوموه أنتم" . وفي رواية
لمسلم: " كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم
فيه حليهم وشارتهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : فصوموه أنتم". أخرجه
البخاري و مسلم .
نحن نخالف اليهود فيما أمرنا بمخالفتهم فيه فلا يجوز لأي احد ان يلزمنا
الان بترك سنة نبوية بحجة مخالفة اليهود ، كالقول بوجوب حلق اللحى لمخالفة
احبار اليهود الذين يطلقون لحاهم .
7.
استمر
النبي صلى الله عليه و سلم في صوم عاشوراء منفردا على جهة الاستحباب الى العام
الحادي عشر للهجرة فعزم على مخالفة اليهود
بان يصوم يوما قبله و لكن وافاه الأجل قبل ان يتحقق له ذلك :
ـ عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله
عليه وسلم : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" . وفي رواية قال:
" حين صام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا:
يا رسول اللَّه إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه
وسلم : فإذا كان العام القابل - إن شاء اللَّه - صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت
العام المقبل، حتى توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم " . أخرجه مسلم و أبوداود وأحمد .
- وعن
ابن عباس رضي اللَّه عنهما أيضاً ، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم :
"صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً، أو بعده
يوماً" . أخرجه أحمد وابن خزيمة
.
ـ عن عبد اللَّه بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي اللَّه عنهما وسئل
عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: "مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا
هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ". اخرجة البخاري .
من هذه الاحاديث يمكننا ان نقول ان النبي
صلى الله عليه و سلم كان يصوم يوم عاشوراء منفردا على جهة الاستحباب طيلة عشرة
أعوام و في العام 11 هجرية اثيرت قضيت تشابه المسلمين في افراد صوم عاشوراء مع
اليهود في افراد صوم يوم كبور حسب التقويم اليهودي فعزم النبي على مخالفتهم من
العام القابل بان لا يفرد عاشوراء و انما يسبقه بيوم او يلحقه بيوم و الله اعلم .
ـ هاشم بن ابراهيم العريمي
ـ هاشم بن ابراهيم العريمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هذا المقال عبارة عن محاضرة قدمتها قبل عامين أو أكثر أعدت صياغتها و كتابتها و نشرها في ليلة العاشر من محرم عام 1437هـ .
* تمت كتابة هذا المقال بالاستفادة من :
- مجموعة من كتب الحديث منها (صحيح البخاري و مسلم و الترمذي و ابوداود الخ ) .
- مقال بعنوان : الأحاديث الواردة في صيام عاشوراء والمراحل التي مر بها للدكتور بندر نافع العبدلي . منشور على موقع الإسلام اليوم ، صيد الفوائد .
- مقال عاشوراء بين اليهود والمسلمين للدكتور علي وافي .
- مقال للشيخ علي الخازم منشور على مدونته .
- مقال للدكتور صالح العجيري .
- اليهود و اليهودية و الصهيونية للدكتور عبدالوهاب المسيري .
جدول
توضيحي لمراحل تشريع صيام عاشوراء
السنة
الهجرية الاولى / بين النبي صلى الله عليه و سلم مشروعية صيام عاشوراء مع تصحيح
اليوم

السنة
الهجرة الثانية / وجوب صيام عاشوراء مفردا مع تصحيح اليوم وفق التقوم الهجري ليكون
العاشر من محرم

السنة
الهجرة الثالثة / من 3 ـ 11 هجري
نسخ وجوب صيام عاشوراء ، و بقاء حكم إفراد
صوم عاشوراء على الندب

سنة 11
هجري / يعزم النبي على مخالفة اليهود و
ذلك بصوم يوم قبله او بعده

سنة 61
هجري يقتل سيدنا الحسين في 10/محرم ، ينكر
الشيعة مشروعية الصوم



