أفضل
ما قرأت و سمعت في عام 2011م
مضى
عام بحلوه و مره ، عسره و يسره ، أمله و ألمه ....
و
استقبلنا عاما جديدا بآمال الشباب ، آمال الحرية و العدالة و الرخاء و العطاء و العلم و العمل و التقدم
اللامحدود ،
لقد
آثرت استقبال هذا العام بهذا المقال الذي أرجو أن يكون خفيفا على قلوب الأحباب كما
أرجو أن لا يحرمنا أحباب قلوبنا من مشاركتهم و تفاعلهم .
أنت
ما تقرأه ...
مقولة أرسلها لي احد الإخوة الأفاضل ، و كنت قد
قرأتها من قبل في بعض الكتب التي تعنى
بتنمية الذات ، إلا أني الآن أجدني في حاجة للوقوف على درجة مصداقيتها و دقتها .
أنت
ما تقرأه ...كلمة قالها بعض الحكماء و فيها إشارة إلى أهمية القراءة و أثرها في
تكوين الشخصية و لكني أعتقد أنها ليست دقيقة في جميع مضامينها ، ذلك لأنها تختزل مفهوم
الشخصية الإنسانية بكل تفاعلاتها و عواطفها و خبراتها في مجموعة المعارف التي يكتسبها
الإنسان عن طريق القراءة فقط.
و
رغم ذلك فما أزال اجزم بأن القراءة من المكونات الرئيسة إن لم تكن المكون الرئيس
للشخصية الفاعلة المؤثرة و المتميزة ، و هي الأداة الرئيسة و الأكثر فاعلية في نقل
المعارف و التجارب و الخبرات الإنسانية من جيل إلى جيل و جاء في إحدى الدراسات أن
70% من المعارف التي يكتسبها الإنسان إنما
يتحصل عليها عن طريق القراءة .
إن
تغير الزمان و انفتاح العالم ، و تنامي المعرفة البشرية بشكل غير مسبوق ، و سهولة
انسياب المعلومة ، جعل كل مثقف في تحدي يومي متجدد لردم الهوة الحضارية و المعرفية
بينه و بين كل ما هو جديد في عالم المعرفة ، ففي كل يوم تشرق شمسه هناك الكثير من
الكتب التي تطبع و الأبحاث التي تنشر و المقالات التي تكتب و البرامج التي تذاع و
التي تمس مسار الإنسان و المجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر ، كل هذا يخلق المزيد من الحاجة للقراءة و الاطلاع
لكل من يرغب في أن يعيش عصره بكفاءة و اقتدار و قد جاء في النص القرآني المقدس ( و
قل رب زدني علما ).
فالقراءة
و الاطلاع أهم مكون من مكونات التجدد العلمي و المعرفي فمن لا يقرأ لا يرقى و من
لا يتجدد يتبدد و من لا يتقدم يتقادم و من لا يتعلم حتما سيتألم .
إن
الجهل في عصر العلم والمعرفة و التقانة المتقدمة و التكنلوجيا المتطورة يعد ضربا
من ضروب الموت الأدبي !، و ذلك للتوسع المستمر في الفضاء الفاصل بين العلم و الجهل
و بين التحضر و التخلف ، و قد يعزى ذلك لما يتسم به هذا العصر من نمو متسارع في
نوع المعارف و حجمها ، و هذا الكلام يعني ضمن ما يعنيه أن الفرص المتاحة للجاهل و قليل
الخبرات و التجارب و قليل الإطلاع ستكون حتما أقل من غيره ممن حرص على القراءة و
الاطلاع و المتابعة و التفاعل مع التقدم الحضاري ، كما أن الفرص المتاحة للمعرضين
عن العلم و التفاعل الحضاري ، لن تكون كافية لتوفير الحياة الكريمة في زمن يتسم
بكثير من التحديات و قد قال الإمام الشافعي رحمه الله :
ومن
لم يذق مر التعلم ساعة تجرع كأس الذل طول حياته
مع
مشارف انقضاء عام 2011م وصلتني رسالة نصية
من الأخ الفاضل يحيى البلوشي و هو طالب بالكلية التقنية و كانت الرسالة تحتوي على الأسئلة
التالية :
ما
هو أفضل كتاب قرأته خلال العام أي 2011؟
و
ما هو أفضل برنامج شاهدته ؟
و
ما هي أفضل حكمة أو مثل أو شعار سمعته ؟
استلطفت
الرسالة و لكني احترت في تحديد الأفضل و ذلك لتعدد المواضيع و الكتب و المقولات و البرامج التي اطلعت عليها خلال العام ، كما ان معيار
الأفضلية في الجهد البشري نسبي و ليس مطلق ، بالإضافة إلى أن الحكم على الأفضلية يحتاج إلى شيء من التقيد فأفضل
كتاب في الطب ليس أفضل كتاب في الجيولوجيا أو التاريخ كما أن أفضل كتاب في الفقه
ليس أفضل كتاب في الهندسة فتحديد جانب من الجوانب المعرفية يجعل العملية أكثر سهولة
و دقة ، و رغم هذا الحوار الداخلي لم أتوانى في الرد على الرسالة ، بل شرعت في إعادة
إرسالها لعدد من الإخوة الأفاضل لتعميم الفائدة ، فتجاوب معي بعضهم ، و رأيت في
ردودهم مادة طيبة يمكن نشرها و الاستفادة منها خاصة أنهم من أعمار مختلفة و
مستويات علمية متفاوتة و تخصصات متنوعة فقمت بتسطير ردودهم في هذا الجدول و هو
عبارة عن خلاصة أراء نخبة من القراء المطلعين ـ مع العلم بان السؤال لا يتناول كتابنا
المقدس (القرآن الكريم) ـ ، فإليك الحصيلة خالصة سائغة للقارئين:
|
التخصص
|
الكتاب
|
البرنامج
|
حكمة
او مثل او شعار اعجبك
|
|
دكتور و أكاديمي
|
لا تحزن . عائض القرني
|
برنامج حواري أ مصطفى قناة المحور
|
من التراب و إلى التراب و من التراب
نخرج
|
|
إمام و خطيب أزهري
|
النبأ العظيم .محمد عبدالله دراز
|
ضاعف وزنك للثويني
|
تذهب لذة المعصية و يبقى إثمها و وزرها و تذهب مشقة الطاعة و يبقى أجرها
و ثوابها
|
|
مدرب محترف
|
طريق الصين
|
ــ
|
الحبل ينقطع من الجزء الفاسد
|
|
مشرف تربوي
|
مدير المستقبل / ابراهيم الديب
|
رياح التغيير
|
أمور لم تأت معك عند الولادة و لن
تذهب معك بعد الموت فلماذا تهتم منها و تجعلها تفسد عليك حياتك
|
|
داعية و ناشط اجتماعي
|
1.
إدارة تطوير
المؤسسات الاجتماعية
2.
مدخل إلى العمل
المؤسسي .
3.
الوفادة على الله
في الحج و العمرة
|
رياح التغيير
|
أصبحنا على نعم كثيرة و شكر قليل
|
|
طالب جامعي
|
نحو نفس مطمئنة . د طارق الحبيب
|
النفس و الحياة ، طارق الحبيب
|
الحب مواقف نترجمها أفعالا لا كلمات
تغادر فينا لا تصل ابعد من حناجرنا
|
|
فني تقنية معلومات
|
و جاءت سكرة الموت . عائض القرني
|
رياح التغيير
|
زاحم المعصية بالطاعات
|
|
طالب جامعي
|
صناعة القائد . السويدان
|
خواطر الشقيري
|
إذا أردت فانك تستطيع
|
لقد
حدثتكم عن مشاركات إخواني ، أما بالنسبة لي فما زالت الحيرة تأخذني و لكني بشيء من
التركيز استطيع أن أقول أن من أفضل ما
قرأت خلال هذا العام في المجال الشرعي كتاب فتاوى معاصرة الجزء الرابع للشيخ
القرضاوي حيث امتاز الكتاب بتأصيلات علمية رصينة فيما يتعلق بالعلاقة مع الآخر بالإضافة
إلى تطبيقات و إيضاحات رائعة فيما يتعلق بفقه المقاصد و الموازنات ، أما على
الصعيد الفكري فيمكن القول بان كتاب د.عبدالكريم بكار بعنوان تكوين المفكر يعد من
الكتب الرائعة و التي استفدت منها بشكل كبير في إعادة ترتيب خارطتي الذهنية و
تحسين كفاءتها في محاكمة المقولات و الأفكار ، أما في مجال السير الذاتية و النهوض
الحضاري فقد استمتعت كثيرا بقراءة السيرة الذاتية لرئيس وزراء سنغافورة لي كوان يو
، فقد استعرض خطته و خطواته في بناء سنغافورة الحديثة و مراحل تحولات مراكز القوى
و التأثير في المشهد السنغافوري و من أفضل ما ورد في الكتاب خطواته العملية في
بناء الحكومة نظيفة اليد ! في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى حكومات نظيفة اليد و
الوجه و اللسان !
طبعا
لا يعني هذا الكلام الاستحسان الكامل و التأييد المطلق لكل ما ورد في هذه الكتب بل
إن كل إنسان يؤخذ من كلامه و يرد إلا صاحب المقام المحمود و اللواء المعقود و
الحوض المورد سيدنا محمد على أزكى الصلاة و السلام إلى يوم الخلود .
أما
ما يتعلق بالبرامج فمن أفضل البرامج التي
رأيتها البرنامج الوثائقي من إنتاج الجزيرة الوثائقية عن (رجب طيب أوردغان/ رئيس
وزراء تركيا) فقد تعرض البرنامج لإستعراض المرونة السياسية و الذهنية التي تحلى
بها الرجل و كيف استطاع أن يقدم للأمة الإسلامية أنموذجا مرنا متزنا في التعاطي مع
الشأن السياسي و الشأن العام ، ربما يعكس هذا الاختيار حبي للسير الذاتية لما يكون
فيها من استعراض للتجارب البشرية بحلوها و مرها ، نجاحها و فشلها .
أما
بالنسبة للحكم و المقولات فمن المقولات المعبرة ، و التي اختزلت الكثير من المعاني
و المضامين في جملة واحدة قصيرة ( الشعب يريد .....) لقد اختصر هذا الشعار الكثير
من الكتب و المقالات و التصريحات و التلميحات و الدراسات و التحقيقات و التعليقات
و التبريرات و الآمال و الآلام كما انه خلص الشعوب من عناء اللف و الدوران و المراوغات
و المجاملات .
فشعب
يريد إسقاط النظام ... و شعب يريد إصلاح النظام ... و شعب يريد إعدام النظام ... و
شعب يريد و يريد و يريد ....
و في ختام هذه الكلمة أرجو من جميع الإخوة أن
يشاركوا في إثراء الموضوع و ذلك بالإجابة على الأسئلة الأربعة المدونة أدناه
لتحقيق مزيد من الفائدة و طرح المزيد من الكتب و البرامج و الحكم التي يمكن
الاستفادة منها .
هاشم
بن إبراهيم العريمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق