مصطلح التطوع و مشتقاته من المصطلحات التي كثرت تداولها في الآونة الاخيرة ، و هذا ان دل على شيء فإنما يدل على تنامي الوعي المجتمعي بأهمية التطوع و ضرورة المساهامات الفردية في اثراءه ، و بالنظر في معجم المعاني و قاموس المعاني للوقوف على تعريف التطوع فنستطيع ان نعرف التطوع بأنه ( قيام الإنسان - مختارا- بعمل معين أو مهمة ما لخدمة الاخرين دون اشتراط المقابل المادي أو المعنوي ، على ان لا يكون العمل من الاعمال المفروضة عليه شرعا أو قانونا ) .
ـ سمات الخطاب القرآني في رعاية حقوق المستضعفين :
بالتأمل في الكتاب العزيز نجد النصوص التي حضّت على التطوع و فعل الخير و بذل المعروف غزيرة الكم عميقة المعنى ، كما نجدها واسعة الدلالة شاملة و مستوعبة لجميع الخطوط العريضة الكفيلة بتحقيق الكرامة للإنسان ، كما نجد بؤرة تركيزها دوما حول رعاية حقوق الضعفاء من الناس المادية و المعنوية للوصول الى الامن الاجتماعي .
ان المجتمعات التي تنتهك فيها حقوق الضعفاء دون أي رادع اخلاقي او قانوني هي في حقيقة الامر مجتمعات متوحشة أشبه ما تكون بالغابات التي تفترس فيها سباع الوحوش و جوارح الطير ما تشاء من الفرائس ؛
و بالنظر في تاريخ البشرية نجد ان أول حرب تشن لرعاية حقوق الفقراء و المساكين هي الحرب التي عقد لوائها ابوبكر الصديق رضي الله عنه ضد مانعي الزكاة بإعتبارها حقا مكتسبا ثابتا للضعفاء و المساكين و غيرهم من المستحقين ، كما نجد أن نبي الاسلام صلى الله عليه و سلم يحذر و يحرج الإفتيات على حقوق الضعفاء و يقول :" إني أحرج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة " . رواه ابن ماجه ،
و سواء كان الضعف بسبب التكوين البدني و النفسي كما لدى المرأة ، أو كان الضعف بسبب نقص التكوين العقلي كما لدى فئة الايتام و القصر ، أو كان الضعف بسبب الظروف الطارئة على الانسان كالأسر أو انقطاع السبيل أو بسبب الحاجة كالفقر ففي جميع ذلك نجد الخطاب القرآني يتسم بالآتي :
ـ القوة و الحسم في تحذير المعتدين على حقوق الضعفاء قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ( النساء (10) .
ـ الحض و التشجيع على التطوع لنصرة المستضعفين و لو كانت النصرة تقتضي القتال قال تعالى ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا( النساء (75) .
ـ التطوع في القرآن:
ورد مصطلح التطوع و مشتقاته في عدة مواضع من الكتاب العزيز و من خلال عملية بحث عاجلة رصدته في ثمانية مواضع الاربع الاولى منها جاء في سياق الحديث عن بذل المعروف و الخير و الثلاثة التالية جاءت بمعنى الاختيار و الموضع الاخير جاء بمعنى التسويغ :
1. قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ﴿٥٣ التوبة﴾
2. وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨ البقرة﴾
3. فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ﴿١٨٤ البقرة﴾
4. الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ﴿٧٩ التوبة﴾
5. وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴿٨٣ آل عمران﴾
6. وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴿١٥ الرعد﴾
7. فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ﴿١١ فصلت﴾
8. فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ ﴿٣٠ المائدة﴾
-ملامح العمل التطوعي في الاسلام :
العمل التطوعي في الاسلام يسعى في الجملة لتخفيف الاعباء عن كاهل الانسان و الارتقاء به في مدارج الكمال البشري باعتباره اللبنة الأهم في بناء المجتمع ، كما يعتبر المسلم القوي بدينه و بدنه و ماله و عقله و علمه و همته هو الاداة الرئيسة في الأخذ بأيدي الاخرين و مساعدتهم على النهوض نحو الحياة السوية الكريمة التي تليق بالإنسان لإنسانيته ، و مما تجدر الاشارة اليه ان الاعمال التطوعية في الاسلام تستوعب جميع أوجه النشاط الانساني السوي و جميع مجالات الحياة المتنوعة ، و لعلنا نسلط الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بالتطوع :
1ـ التطوع بتعليم الجاهل و تنبيه الغافل و ارشاد الضال من القربات :
التطوع ليس مال ندفعه و فقير نطعمه او يتيم نكسوه و حسب ، بل هو كذلك علم نبذله و فطنه ننشرها و حكمة نعلمها و بيان نرشد به المجتمع ، عن ابن أبزى عن أبيه قال " خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله واثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا ثم قال : ما بال اقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم وما بال اقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهمون ولا يتفطنون والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانه أو ليتفقهن أو ليفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا ثم نزل فدخل بيته ؛ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يعني بهذا الكلام ؟ ! قالوا : ما نعلم يعني بهذا الكلام إلا الأشعريين فقهاء علماء ولهم جيران من أهل المياه جفاة جهلة فاجتمع جماعة من الأشعريين فدخلوا على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكرتنا بشر فما بالنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لتعلمن جيرانكم ولتفقهنهم ولتأمرنهم و لتنهونهم أو لأعاجلنكم بالعقوبة في دار الدنيا فقالوا : يا رسول الله فأما اذن فأمهلنا سنة ففي سنة ما نعلمه ويتعلمون فأمهلهم سنة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون "في هذا الأثر ينبهنا المصطفى على اهمية نشر ما لدينا من معارف و مهارات و علم لمن حولنا من جيران و اقارب و التي قد تساعدهم على تحسين ادارة شؤونهم و الارتقاء بحياتهم الايمانية و المادية و لقد استوعب الاشعريون الدرس كما استوعبه غيرهم من صحابة رسول الله و لكن هل استوعبناه نحن بما فيه الكفاية ؟ .
ان المجتمعات التي تنتهك فيها حقوق الضعفاء دون أي رادع اخلاقي او قانوني هي في حقيقة الامر مجتمعات متوحشة أشبه ما تكون بالغابات التي تفترس فيها سباع الوحوش و جوارح الطير ما تشاء من الفرائس ؛
و بالنظر في تاريخ البشرية نجد ان أول حرب تشن لرعاية حقوق الفقراء و المساكين هي الحرب التي عقد لوائها ابوبكر الصديق رضي الله عنه ضد مانعي الزكاة بإعتبارها حقا مكتسبا ثابتا للضعفاء و المساكين و غيرهم من المستحقين ، كما نجد أن نبي الاسلام صلى الله عليه و سلم يحذر و يحرج الإفتيات على حقوق الضعفاء و يقول :" إني أحرج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة " . رواه ابن ماجه ،
و سواء كان الضعف بسبب التكوين البدني و النفسي كما لدى المرأة ، أو كان الضعف بسبب نقص التكوين العقلي كما لدى فئة الايتام و القصر ، أو كان الضعف بسبب الظروف الطارئة على الانسان كالأسر أو انقطاع السبيل أو بسبب الحاجة كالفقر ففي جميع ذلك نجد الخطاب القرآني يتسم بالآتي :
ـ القوة و الحسم في تحذير المعتدين على حقوق الضعفاء قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ( النساء (10) .
ـ الحض و التشجيع على التطوع لنصرة المستضعفين و لو كانت النصرة تقتضي القتال قال تعالى ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا( النساء (75) .
ـ التطوع في القرآن:
ورد مصطلح التطوع و مشتقاته في عدة مواضع من الكتاب العزيز و من خلال عملية بحث عاجلة رصدته في ثمانية مواضع الاربع الاولى منها جاء في سياق الحديث عن بذل المعروف و الخير و الثلاثة التالية جاءت بمعنى الاختيار و الموضع الاخير جاء بمعنى التسويغ :
1. قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ ﴿٥٣ التوبة﴾
2. وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴿١٥٨ البقرة﴾
3. فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ﴿١٨٤ البقرة﴾
4. الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ﴿٧٩ التوبة﴾
5. وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴿٨٣ آل عمران﴾
6. وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا ﴿١٥ الرعد﴾
7. فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ﴿١١ فصلت﴾
8. فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ ﴿٣٠ المائدة﴾
-ملامح العمل التطوعي في الاسلام :
العمل التطوعي في الاسلام يسعى في الجملة لتخفيف الاعباء عن كاهل الانسان و الارتقاء به في مدارج الكمال البشري باعتباره اللبنة الأهم في بناء المجتمع ، كما يعتبر المسلم القوي بدينه و بدنه و ماله و عقله و علمه و همته هو الاداة الرئيسة في الأخذ بأيدي الاخرين و مساعدتهم على النهوض نحو الحياة السوية الكريمة التي تليق بالإنسان لإنسانيته ، و مما تجدر الاشارة اليه ان الاعمال التطوعية في الاسلام تستوعب جميع أوجه النشاط الانساني السوي و جميع مجالات الحياة المتنوعة ، و لعلنا نسلط الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بالتطوع :
1ـ التطوع بتعليم الجاهل و تنبيه الغافل و ارشاد الضال من القربات :
التطوع ليس مال ندفعه و فقير نطعمه او يتيم نكسوه و حسب ، بل هو كذلك علم نبذله و فطنه ننشرها و حكمة نعلمها و بيان نرشد به المجتمع ، عن ابن أبزى عن أبيه قال " خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله واثنى عليه ثم ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيرا ثم قال : ما بال اقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم ولا يفطنونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم وما بال اقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهمون ولا يتفطنون والذي نفسي بيده ليعلمن جيرانه أو ليتفقهن أو ليفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا ثم نزل فدخل بيته ؛ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يعني بهذا الكلام ؟ ! قالوا : ما نعلم يعني بهذا الكلام إلا الأشعريين فقهاء علماء ولهم جيران من أهل المياه جفاة جهلة فاجتمع جماعة من الأشعريين فدخلوا على النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكرتنا بشر فما بالنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لتعلمن جيرانكم ولتفقهنهم ولتأمرنهم و لتنهونهم أو لأعاجلنكم بالعقوبة في دار الدنيا فقالوا : يا رسول الله فأما اذن فأمهلنا سنة ففي سنة ما نعلمه ويتعلمون فأمهلهم سنة ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون "في هذا الأثر ينبهنا المصطفى على اهمية نشر ما لدينا من معارف و مهارات و علم لمن حولنا من جيران و اقارب و التي قد تساعدهم على تحسين ادارة شؤونهم و الارتقاء بحياتهم الايمانية و المادية و لقد استوعب الاشعريون الدرس كما استوعبه غيرهم من صحابة رسول الله و لكن هل استوعبناه نحن بما فيه الكفاية ؟ .
ان وسائل التعليم و التوجيه التفطين متجدد فمما تجدر الاشارة اليه اهمية استخدام التقنية الحديثة في نشر العلم و الوعي والمعرفة دون الاكتفاء بالدروس التقليدية و المواعظ الدورية ، و بما اننا في زمن طغت فيه الثقافة المرئية و اصبحت الاكثر تأثيرا في الوعي العام لذا فاننا في أمس الحاجة الى جيوش من المتطوعين من اصحاب الخبرات الجيدة في الاخراج و التصوير و التمثيل لإنتاج مواد تعليمة و توعوية تواكب روح العصر و تصل الى جميع الشرائح دون التفريط في الوسائل التقليدية.
2ـ التطوع لحماية البيئة مطلب اجتماعي و قربة من القربات :
حث الاسلام على اثراء البيئة و حمايتها من خلال الحض على غرس الاشجار و رعاية الانهار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَة ". رواه النسائي
وفي روايةِ مُسلمٍ : مَا مِن مُسلمٍ يَغرِسُ غَرْسًا إلا كان ما أُكِلَ منهُ لهُ صَدَقةٌ وما سُرِقَ مِنهُ لهُ صَدَقةٌ وما أَكَلَ السّبُعُ فهوَ له صدَقةٌ وما أَكلَتِ الطّيرُ فهوَ له صدَقةٌ ولا يَرْزَؤه أحدٌ إلا كانَ لهُ صَدقةٌ.
كما حذر من الاعتداء على البيئة الزراعية لغير حاجة او فائدة روى ابو داود في سننه عن عبدالله بن حبشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار ( سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال : من قطع سدرة في فلاة ـ أي صحراء ـ يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها ، صوب الله رأسه في النار .
و قال صلى الله عليه و سلم ( لا تسرف و لو كنت على نهر جاري ) .
3ـ التطوع بالفائض من الأشياء لمن يحتاجها : تكديس الادوات و الاموال و الاجهزة و الملابس و عدم بذلها لمن هو بحاجة اليها سلوك اناني و ينبيك عن نفس تغلل فيها الشح روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان معه فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له...) ففي هذا الحديث اشارة الى اهمية بذل الفضل الذي لا نحتاجه فمن كانت لديه فوائض لا يحتاجها من الادوات فليبذل ما زاد عن حاجته لأحد أقاربه او جيرانه او معارفه ممن هم في حاجة ، انها فلسفة راقية يغرسها الاسلام في مفهوم التطوع ، فليس من الاسلام في شيء ان تنام على فضل زاد و ظهر و جارك او قريبك يعاني من الجوع و العوز .
4ـ التطوع بما تطيق :
ام محجن امرأة سوداء بسيطة كانت متطوعة بتنظيف المسجد ، فماتت في الليل و لم يعلم بها النبي الا بعد دفنها فتأثر لموتها و أهتم بشأنها فذهب الى قبرها و صلى عليها و دعى لها اكراما لها و لجهدها في خدمة المسجد روى المنذري في الترغيب و الترهيب قال : (كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد فماتت، فلم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فمر على قبرها فقال: ما هذا القبر؟ فقالوا: أم محجن، قال: التي كانت تقم المسجد؟ قالوا: نعم، فصف الناس فصلى عليها....) اصل الحديث رواه الشيخان و من الامور التي استوقفتني في هذه القصة مفهوم التطوع بما تطيق فهذه المرأة السوداء البسيطة لم تكن غنية او وجيه و لكن ذلك لم يمنعها من التطوع بما تطيق و بما تستطيع ، و كم من رجال اشداء أذكياء لا يتطوعون بشيء بحجة عدم وجود المشروع الملائم لقدراتهم ! .
2ـ التطوع لحماية البيئة مطلب اجتماعي و قربة من القربات :
حث الاسلام على اثراء البيئة و حمايتها من خلال الحض على غرس الاشجار و رعاية الانهار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَا مِن مُسلم يَغرِسُ غَرْسًا أو يَزرَعُ زَرْعًا فيأكُلُ مِنه طَيرٌ أو إنسَانٌ أو بهيْمَةٌ إلا كان لهُ بهِ صَدقَة ". رواه النسائي
وفي روايةِ مُسلمٍ : مَا مِن مُسلمٍ يَغرِسُ غَرْسًا إلا كان ما أُكِلَ منهُ لهُ صَدَقةٌ وما سُرِقَ مِنهُ لهُ صَدَقةٌ وما أَكَلَ السّبُعُ فهوَ له صدَقةٌ وما أَكلَتِ الطّيرُ فهوَ له صدَقةٌ ولا يَرْزَؤه أحدٌ إلا كانَ لهُ صَدقةٌ.
كما حذر من الاعتداء على البيئة الزراعية لغير حاجة او فائدة روى ابو داود في سننه عن عبدالله بن حبشي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار ( سئل أبو داود عن معنى هذا الحديث فقال : من قطع سدرة في فلاة ـ أي صحراء ـ يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها ، صوب الله رأسه في النار .
و قال صلى الله عليه و سلم ( لا تسرف و لو كنت على نهر جاري ) .
3ـ التطوع بالفائض من الأشياء لمن يحتاجها : تكديس الادوات و الاموال و الاجهزة و الملابس و عدم بذلها لمن هو بحاجة اليها سلوك اناني و ينبيك عن نفس تغلل فيها الشح روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان معه فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له...) ففي هذا الحديث اشارة الى اهمية بذل الفضل الذي لا نحتاجه فمن كانت لديه فوائض لا يحتاجها من الادوات فليبذل ما زاد عن حاجته لأحد أقاربه او جيرانه او معارفه ممن هم في حاجة ، انها فلسفة راقية يغرسها الاسلام في مفهوم التطوع ، فليس من الاسلام في شيء ان تنام على فضل زاد و ظهر و جارك او قريبك يعاني من الجوع و العوز .
4ـ التطوع بما تطيق :
ام محجن امرأة سوداء بسيطة كانت متطوعة بتنظيف المسجد ، فماتت في الليل و لم يعلم بها النبي الا بعد دفنها فتأثر لموتها و أهتم بشأنها فذهب الى قبرها و صلى عليها و دعى لها اكراما لها و لجهدها في خدمة المسجد روى المنذري في الترغيب و الترهيب قال : (كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد فماتت، فلم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فمر على قبرها فقال: ما هذا القبر؟ فقالوا: أم محجن، قال: التي كانت تقم المسجد؟ قالوا: نعم، فصف الناس فصلى عليها....) اصل الحديث رواه الشيخان و من الامور التي استوقفتني في هذه القصة مفهوم التطوع بما تطيق فهذه المرأة السوداء البسيطة لم تكن غنية او وجيه و لكن ذلك لم يمنعها من التطوع بما تطيق و بما تستطيع ، و كم من رجال اشداء أذكياء لا يتطوعون بشيء بحجة عدم وجود المشروع الملائم لقدراتهم ! .
ـ التطوع في رمضان :

عندما نتحدث عن رمضان فنحن في صدد الحديث عن نفحة ربانية من نفحات الدهر و موسم من مواسم الطاعات والقربات و الخيرات ، تضاعف فيه الأجور و تبارك الاعمال و الاعمار ، فرمضان فرصة للتنافس في فعل الخير و بذل المعروف ، و في رمضان تتسع مجالات البذل و العطاء من اطعام الجائعين و تفطير الصائمين و كسوة المساكين و اغاثة الملهوفين و تعليم الجاهلين و كفالة الايتام و المعسرين ، فهو شهر التنافس في مضمار الخير و لعل من الدوافع و الحوافز على التطوع و فعل الخير في رمضان ما يأتي :
1ـ الاقتداء بالمصطفى في الجود :
عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -اجود الناس وَكَانَ اجود مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْانَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -اجود بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) رواه البخاري .
2ـ مضاعفة الأجور :
" مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا". رواه الترمذي .
و رُوي عن سلمان الفارسي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخرَ يومٍ من شعبان، فقال: "يا أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليله تَطَوُّعًا، فمن تَطَوَّع فيه بخصلة من الخير، كان كمن أدى فريضة فما سواه، ومن أدى فيه فريضة، كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزقُ المؤمن، من فطر صائمًا، كان مغفرةً لذنوبه، وعتقَ رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن يُنتَقَصَ من أجره شيءٌ، قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم، قال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائمًا على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار... " أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" و ضعفه الالباني .
3ـ البيئة الرمضانية الحافزة على بذل الخير :
البيئة الرمضانية بيئة حافزة لفعل الخير و التفنن في القربات كما انها بيئة منفرة عن الشر و العدوان ، فعندما تصفد الشياطين بالملائكة ، و تحاصر الشهوات بالصيام ، و تهذب الأهواء بالعبادات ، يصبح المؤمن اقرب للتقوى و أدنى للرشد و اسمع لداعي الخير فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادى مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة " اخرجه احمد في المسند .
ان المؤمن الحق لا يكتفي بنفع نفسه بل يعمد دوما لنفع الاخرين من خلال بذل المعروف و سد الحاجات تحقيقا لقوله تعالى ( و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و اسيرا * انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء و لا شكورا ) .



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق