الاثنين، 23 مارس 2015

قوة التركيز (1)

قوة التركيز (1)
نحن في أمس الحاجة إلى قوة التركيز ، إن الفضاء الالكتروني بجميع أنواعه يعج بالكثير من البرامج و الأفكار الهادفة الرافعة و التافهة الوضيعة، كما أن الساحة الإسلامية اليوم تعيش حالة من التجدد و التحول و الانعطافات الكبرى ، و كل ذلك يجعلنا في تحد متجدد حول أهمية التركيز و القدرة على ضبط البوصلة باتجاه الأهم و الأحسن و المحافظة عليها من التشتت و الإنحراف ، و من التجارب التي تعلمناها في فصول الدراسة قدرة العدسة على الإحراق متى ما تم تركيز ضوئها على الأجسام القابلة للاشتعال ، و بالتركيز تفتت قطرات الماء المتتابعة جلاميد الصخور ، و بالتركيز تتحول الأفكار المجردة إلى مشاريع عملاقة ، و بالتركيز تتحول الكلمات إلى عقيدة راسخة .
و قد كانت السيدة عائشة تصف المصطفى صلى الله عليه و سلم في قوة تركيزه بقولها ( كأنما رفع له علم فشمر له ) 
و بإعمال هذا القانون على الصعيد الشخصي يمكننا ان نقول ان لكل شخصية انسانية نقاط قوة و نقاط ضعف و واجبنا ان نعزز نقاط القوة و نتخلص من نقاط الضعف فلو ان كل واحد منا ركز بوصلته خلال إطار زمني معين لا يقل عن أربعين يوما مثلا على نقطة قوة جوهرية واحدة فقط و عمل على تعزيزها و نقطة ضعف جوهرية واحدة فقط و عمل على التخلص منها أو التقليل من أثرها  لأستطعنا تحقيق تقدم كبير على الصعيد الشخصي ، و من المهم  ان تكون النقطة جوهرية و ليست فرعية ، و سوف أسلط الضوء على اثر التركيز على الصعيد العام من خلال الفقرات التالية :
يقاس تقدم المجتمعات و خيريتها في نسبة إسهاماتها الطوعية في الشأن العام و عندما نتحدث عن الشأن العام فاننا بالضرورة نتحدث عن مكان معين و زمان معين و افراد و ثقافة و بيئة و هو ما يمكن ان نعبر عنه بالمجتمع ، و من الحقائق الثابتة ان نسبة القادة في المجتمعات الناهضة تتراوح بين 1% الى 3% فكيف الحال في المجتمعات النامية ؟ لذا فقانون التركيز يقودنا و نحن نتحدث عن التركيزفي الشأن العام الى الآتي:
1ـ الانسان اولا : في حركتنا المجتمعية لا بد من ايجاد نوع من التركيز على الانسان باعتبارة محور الكون و لب العملية الدعوية و الاصلاحية و التغييرية و النهضوية فلا يمكن ان نوجد مجتمع اقوى من مجموع افراده .
ـ كيف نجعل الانسان اولا ؟
 أـ ان نملأ عقله بالافكار الناهضة الرافعة النقية الطاهرة .
ب ـ أن نملأ نفسه بالثقة و السكينة و الصبر و العزة و ادراك الذات و الايمان بامكانية النهوض و الفعل و المشاركة ، قال تعالى ( و جعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا و كانوا باياتنا يوقنون ) .
ج ـ أن نملأ يده و وقته بالعمل النافع الرافع الهادف ، و نقدم الكيف على الكم فقليل دائم خير من كثير منقطع .
د ـ أن نملأ روحه بالايمان الصادق ، و اليقين الراسخ و ليكن شعارنا( قد أفلح من زكاها ) .
ـ كيف يمكننا ان نفعل ذلك ؟
التركيز على الانسان يتطلب منا ممارسة شيئا من التربية لذواتنا و لمن حولنا ، فأن تخرج انسان من دائرة اللافعل و اللا انتاج و اللاعمل و اللافكر و اللاايمان الى مؤمن مفكر عامل منتج هو صلب عملية البعث الحضاري للامة قال تعالى ( أومن كان ميتا فاحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ...) 
الاعمال الصغيرة و الكبيرة ، الحقيرة و العظيمة ، النافعة و الضارة ، فإنما هي من صنع البشر ، فكلما كان الانسان اقرب الى الفطرة ، أقرب الى الفعل و التفاعل ، و الامل و التفائل كلما كان اكثر انتاجا و كان انتاجه كذلك اقرب الى الخير الرفعة و المنفعة للناس .
هاشم العريمي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق