الأحد، 22 مارس 2015

الفساد بين مكافحته ... و مكافئته (5)



الفساد بين مكافحته ... و مكافئته (5)

ـ جولة في مرافق هيئة مكافحة الفساد :

بعد الانتهاء من الأسئلة كانت الساعة تجاوزت الحادية عشر بعد الظهر قمنا بجولة في بعض مرافق الهيئة و الأكاديمية ... دخلنا قاعة تدريب خاصة مطابقة لقاعات المحاكمة من حيث الحجم و الشكل تستخدم لتدريب المنتسبين للأكاديمية و تمكينهم من معايشة أجواء الترافع في المحاكم التقطنا بعض الصور ثم قمنا بزيارة غرفة التحقيق و التي تستخدم للتدريب كما تستخدم للتحقيق الفعلي ... الغرفة صغيرة تحتوى على طاولة و كرسي يجلس عليه المتهم و مقابله من الجهة الاخرى من الطاولة كرسي آخر يجلس عليه المحقق ، و بينهما جهاز حاسب ألي شاشته باتجاه المحقق ، و في احد أركان الغرفة بالأسفل يوجد جهاز كبير خاص بتسجيل كل ما يدور في غرفة التحقيق ، و على الجدار خلف الجهة التي يجلس بها المتهم توجد شاشة متوسطة الحجم معلقة في اعلى الغرفة و تحتوي على ساعة رقمية تبين التاريخ و الوقت و درجة الحرارة هدفها التوثيق و التأكد من ان التحقيقات تمت في ظروف جيدة ، كما تم تثبيت كاميرات راصدة تصور جميع ما يجري في القاعة و تخزنه تلقائيا .
خرجنا من الباب الخلفي كانت الحافلة في انتظارنا ، بدا السيد موهن الآن أكثر مرونة و انفتاحا بل و حماسا و بدأت الابتسامة تتكرر على وجهه ، التقطنا معه بعض الصور التذكارية ثم غادرنا المكان بعد ان تقارب وقت الجمعة .

ـ لقاء من غير ميعاد مع رائد النهضة الماليزية :

اتجهت الحافلة الى المسجد الوطني حيث كانت الخطبة باللغة الملاوية مع مقدمة عربية قصيرة ، بعد الصلاة كنا على موعد من غير ميعاد مع رائد النهضة الماليزية الدكتور مهاتير محمد حيث جمعتنا به الصدفة فعند خروجي من المسجد بعد اداء الصلاة كنت اسمع همسات بعض المصلين الماليزيين و لم افهم الا كلمة دكتور ... و عندما التفت رأيت جمعا بسيطا يكبر شيئا فشيئا فاخبري احد زملائي بانه الدكتور مهاتير ـ رئيس وزراء ماليزيا الذي قاد عملية التحول ـ فذهبت للسلام عليه و التقاط بعض الصور ، كان صامتا شامخا يرتدي زيا عاديا ، و رغم كبر سنه كان يحتفظ بقدر كبير من الانبساط و القدرة احتواء الآخرين و استيعابهم بابتسامته الخلابة و حركات رأسة التي تشعرك بالاهتمام ... كان صمته ناطقا من خلال الابتسامات التي يرسلها و ايماءات جسده الذي ارهقته السنون ، كان يتوقف للتصوير استجابة لطلبات المصلين و يبدي الابتهاج و يستمع لكلمات الثناء و الشكر و الإعجاب ، لقد كان متواضعا في مظهره و تعامله ، لم يصل في الصف الاول و لم يكن بجوار الامام ، بل صلى في الصرح الخارجي المسجد مع بسطاء الناس و عموم الشعب ، لم تتم معاملته بأي خصوصية فقد جلس حيث انتهى به المجلس ، اختتمنا جولتنا بهذا اللقاء الرائع ... يتبع 
هاشم العريمي 
(هذا المقال جزء من سلسلة مقالات حول التجربة الماليزية و هي عبارة عن توثيق للرحلة التي قام بها الكاتب الى ماليزيا ضمن برنامج تدريبي بعنوان التجربة الماليزية في الفترة من 16 - 21 / 4 / 2014 م ) ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق